وأحالني على الكتاب وقال: حتى أكتشفه، وما راجعت ابن ماكولا في شئ إلّا وأجابني حفظًا كأنه يقرأه من الكتاب (١).
وقال شيرويه: سمعت منه، وكان حافظًا متقنًا، عُنِي بهذا الشأن، ولم يكن في زمانه بعد الخطيب أحد أفضل منه، حضر مجلسه الكبار من شيوخنا، وسمعوا منه.
ونقل الذهبي في سير النبلاء عن أبي طاهر السِّلَفِي قال: سألت أبا الغنائم النرسي عن الخطيب: فقال: جبل لا يسأل عن مثله ما رأينا مثله، وما سألته عن شيء فأجاب في الحال إلّا يرجع إلى كتابه ..
وقال شجاع الذهلي: كان حافظًا فهمًا ثقة، صنّف كتبًا في علم الحديث.
وقال أبو سعد السمعاني: كان. ابن ماكولا لبيبًا حافظًا عارفًا يرشح للحفظ، حتى كان يقال له: الخطيب الثاني وكان نحويًا مجودًا وشاعرًا مبرّزًا جَزْل الشعر فصيح العبارة، صحيح النقل، ما كان في البغدايين في زمانه مثله، طاف الدنيا، وأقام ببغداد.
[مؤلفاته]
لم يكثر الحافظ أبو نصر بن ماكولا من التأليف، وإنما صبّ علمه في عدد قليل من الكتب لا يتجاوز الأربعة، تنبئ عن إمامته وعلمه وإجادته، وحسب الرجل أن يقدم ما ينفع. ويبدو من خطبة الكتاب أن الأمير صرف
(١) قال الذهبي في سير النبلاء تعليقًا على هذا: هذا يدل على قوة حفظ الأمير وأمّا الخطيب ففعله دال على ورعه وتثبته.