مَعْرِفَةُ الحُفَّاظ الذين جَمَع الأميرُ أبو نصر بن مَاكُولَا كُتُبَهم
أمّا الأوَّل فهو:
أبو محمد عبد الغَنيّ بن عَلِيّ بن سعيد بن بِشْر الأزدري المصري الحافظ
هو أوَّل من صنَّف في عِلْم المؤتلف والمختلف في أسماء الرواة وأنْسَابِهم، سمع من حمزة بن محمد الكِنَاني، وإسماعيل بن يعقوب الجِرَاب، وأبي محمد عبد الله بن جَعْفر بن الوَرْد، وأبي بكر محمد بن علي النَقَّاش، والقاضي أبي الطَّاهر ويوسف بن القاسم المَيَانَجِي في آخرين، حدّث عنه الحُفَّاظ أبو الحسن أحمد بن محمد العَتِيقِي، وأبو عبد الله محمد بن عَلِيّ الصُّوْري، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحَبَّال (١) المصري في جماعة.
أخبرنا محمد بن عمر بن علي العَطَّار الحَرْبي ثم الواسِطِي من واسط "دجَيْل" قال: أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسين المُبَارَك بن عبد الجَبَّار الصَّيْرَفي قال: حَدَّثَنِى أبو عبد الله محمد بن عَلِيّ الصُّوري الحافظ قال: قال لي عبد الغَنيّ بن سعيد: ابتدأتُ بعمل كتاب "المُؤتَلف والمختلف" وقَدِم علينا أبو الحسن الدَّارقُطْنِي فأخذتُ عنه أشياء كثيرةً، فلما فرغتُ من تَصْنِيفِه سألَني أن أقرأه عليه ليَسْمعه مِنِّى، فقلتُ: عَنْك أخذتُ أكثَرَه، فقال لي: لا تَقُل هكذا، فإنّك أخذتَه عَنِّى مُتَفَرِّقًا، وقد أورَدتَه مجموعًا، وفيه أشياء كثيرة أخذتَها عن شُيُوخِك، فقرأتُه عليه أو كما قال. وقال
(١) الحَبَّال: بفتح الحاء وتشديد الباء وفتحها كما في الإِكمال ٢/ ٣٧٨.