للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصُّوري: قال لي أبو بكر البَرْقَانِي (١): سألتُ الدَّارقُطنى بعد قدومه من مصر هل رَأيْتَ في طريقك من يَفْهم شيئًا من العِلْم؟ فقال لي: ما رأيتُ في طول طريقي أحدًا إلّا شَابًّا بمصر يقال له عبد الغَنِيّ كَأنَّه شُعْلَة نارٍ، وجعل يُفَخِّم أمرَه ويُرَفِّعُ ذكرَه. وقال الصُّوْرِي: قال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي يزيد الأزدِي: قال لي أبي: خرجنا يومًا مع أبي الحسن الدَّارقُطْنِي من عند أبي جعفر مُسَلَّم (٢) الحُسَيْني فَلَقِينا عبد الغَنِىّ بن سَعِيد فَسَلَّم على أبي الحسن وَوَقَفَا ساعةً يَتَحَدَّثَان ثم انصرف عبد الغَنِيّ فالتَفَتَ إلينا أبو الحسن فقال: يا أصحَابَنَا! ما التقيت (٣) من مرة مع شابكم هذا فانصرفت عنه إلّا بفائدةٍ أو كما قال، وبه قال الصُّوري: قال لي أبو الفتح مَنْصُور بن علىّ الطَّرْسُوْسِى -وكان شيخًا صالحًا-: لمّا أراد أبو الحسن الدَّارقُطْنِى الخروجَ من عندنا من مصر خرجنا معه نُوَدِّعُه، فلمَّا وَدَّعْنَاه بَكَيْنَا، فقال لنا: تَبْكون؟ فقلنا: نَبْكى لما فقدناه من علمك وعَدِمناه من فوائدك، فقال: تقولون هذا؟ وعندكم عبد الغَنِيّ وفيه الخَلَفُ أو كما قال. وبالإِسْنَادِ قال: أخبرنا ابن الطُيُوري قال: حدثنا [الحافظ] (٤) أبو عبد الله الصُّورِي: قال: قال عبد الغَنِيّ: وُلِدتُ لليلتين بَقِيَتَا من ذي القَعْدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وتوفي في صفر من سنة تسع وأربعمائة.


(١) البَرْقَاني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفتح القاف كما في الأنساب ٢/ ١٦٨، وهذه النسبة إلى بَرْقَان: بفتح أوله وبعضهم يقول: بكسره، من قرى كاث شرقي جيجون على شاطئه كما في معجم البلدان ١/ ٣٨٧.
(٢) مُسَلَّم: بفتح السين واللام المشددة كما في الإِكمال ٧/ ٢٤٣.
(٣) في "ظ" ما التقت والمثبت من "ت".
(٤) الزيادة من "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>