للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكرته إلى أن قال: ورتبته على حروف المعجم، وجعلت كل حرف أيضًا على حروف المعجم وبدأت في كل باب بذكر من اسمه موافق لترجمته ثم بمن كنيته كذلك، ثم أتبعته بذكر الآباء والأجداد، وقدمت في كل صِنْف الصحابة وأتبعتهم بالتابعين وتابعيهم إن كانوا في ذلك الباب، وإلا الأقدم فالأقدم من الرواة ثم جعلت بعد ذكر من له رواية، الشعراء والأمراء والأشراف في الإِسلام والجاهلية، وكل من له خبر من الرجال والنساء، وختمت كل حرف بمشتبه النسبة منه ليقرب إدراك ما يطلب فيه، ويسهل على مبتغيه. انتهى.

وقد راعى الحافظ ابن نقطة هذا في الجملة وأخل به في مواضع مثال ذلك أنه ذكر باب "الأثير والأبتر" بعد باب "الأجب والأخت والأخن" وباب أحمد وأحمر، والترتيب يقتضى تقديمه عليهما، وكذا أخر بابَ "أسا وأيتبا" عن باب "أَسِيد وأُسَيْد" مع أنّ الترتيب يقتضى التقديم عليه وغير ذلك، وعلى كل حال فالإِخلال بالترتيب لا ضير فيه فإنّ الفهارس تغنى عنه إن شاء الله.

[أسلوبه الغالب في التراجم وبعض محاسن الكتاب]

أما أسلوبه في التراجم فهو أسلوب رائع لا يتوسع فيها توسعًا مملًا ولا يختصر اختصارًا مخلًا، بل يعطى فكرة كافية عن الشخص المترجم له، فيذكر شيخًا أو شيخين أو ثلاثة للمترجم ثم يذكر راويًا أو راويين عنه، ثم يذكر أحيانًا توثيقًا له أو تجريحًا من كلام أئمة هذا الشأن إن كان المترجم له من المتقدمين أو هو يحكم على المترجم له بالتوثيق أو التجريح إن كان المترجم له من المعاصرين له أو من شيوخه أو في درجة شيوخه، ويذكر تاريخ وفاته في الغالب إن علم ذلك، وقد تتبعت وتصفحت المؤلفات في المؤتلف والمختلف فرأيت أنّ أسلوب الحافظ ابن نقطة في كتابه هذا أقرب إلى أسلوب الإِمام الدارقطني في كتابه

<<  <  ج: ص:  >  >>