وممن انتقد الصحابة، ونقده لاذع، ولعله ركز على أبي هريرة رضي الله عنه المدعوة: أبو رية، وقد اتهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتهامات باطلة، وقد قام بالرد عليه جمع من العلماء، فممن رد عليه يوسف السباعي في كتابه: السنة ومكانتها في التشريع، ومنهم كذلك شيخنا: حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله في كتابه: الرد القويم على المجرم الأثيم.
وقد كان نقده على أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يكذب لصالح معاوية رضي الله عنه وأرضاه، فقال من كلامه: ولم يكن ما قدمه أبو هريرة لـ معاوية جهاداً بسيفه أو بماله، وإنما كان جهاده بأحاديث ينشرها بين المسلمين يخذل بها أنصار علي ويطعن فيها عليه، ويجعل الناس يتبرءون من علي بن أبي طالب، وكان يشيد بفضائل معاوية وبدولته.
وهذا الكلام لا شك أنه باطل، بل إن أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه كان من أكثر الصحابة رواية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، والقدح في أبي هريرة قدح في سنة محمد صلى الله عليه وسلم.