ثم يحدث بعد إيتاء الكتب أن يؤتى بالميزان، وقضية الميزان هي من أحداث يوم القيامة، ولذلك قال المؤلف رحمه الله تعالى:(وأقر بالميزان) ومقصوده في إقراره أنه يعترف ويعتقد بالميزان ولا ينكره، وقد ذكرنا أن الإقرار هو أعظم الأدلة في إثبات الحق، ولهذا يسمى سيد الأدلة، فالشيخ رحمه الله تعالى يذكر قضية الميزان، وإعطاؤنا الميزان، والصراط، والحوض، والنار وغيرها، هذه نعتبرها من الأحداث الغيبية، ويسميها بعض العلماء (السمعيات) أي: أنها لا تؤخذ إلا من النصوص، ولو لم يرد لنا نص في قضية الوزن ما أثبتناه، ولو لم يرد لنا نص في إثبات الصراط ما أثبتناه، وليس للعقل فيها مجال أبداً، وتصبح من الأمور التوقيفية، ويوزن الناس يوم القيامة.