ومما ذكر من فضل الله تعالى على أهل الجنة أنه ربما يتمنى أحدهم الأمنية فتحقق له مباشرة.
ومن اللطائف التي وردت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتبسم النبي صلى الله عليه وسلم لما سمعها، ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة، قال: كان الناس يتحدثون وعندهم رجل من أهل البادية، فسأل أحدهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم:(أن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه بالزرع) أي: هو في الجنة ويريد أن يزرع، فهذا الرجل لما استأذن فقال الله له:(ألست فيما شئت) أي: ما تطلبه موجود بين يديك: (قال: بلى.
ولكني يا رب أحب الزرع، قال: فبذر، فبادر الطرف نباته في استواء) في لحظة حصل له النبات والاستواء والجني كله وحتى الحصاد، فكان أمثال الجبال، فيقول الله له:(دونك يا ابن آدم هذا زرعك) فكان أحد الأعراب موجود في المجلس، فقال الأعرابي: والله لا تراه إلا أنصارياً أو قرشياً، هم الذين يحبون الزرع، والأعراب لا يزرعون أصلاً، ولا يعرفون الزراعة، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا من اللطائف التي تحدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعتب عليه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإخبار، وليس الحكم خاص بالأنصار وغيرهم، فإن الزرع يحدث لقريش ولغيرهم، لكن يدل على أن ما تمناه الإنسان يحدث له.
بل إنه قد يتمنى الإنسان الولد فيخلق الله له أمنيته في لحظة، وهذا من فضل الله تعالى.
أعظم نعيم أهل الجنة ذكر العلماء أنه رؤية الرب سبحانه وتعالى، وقد تكلمنا عليه بشيء من التفصيل في رؤية الرب سبحانه وتعالى.