التكييف: الأصل من لفظة (التكييف) أنها لم ترد في كتاب ولا سنة، ولم يرد نفيها في شيء، ولكن أوردها أهل السنة والجماعة لما وصل المبتدعة في نفي ما دلت عليه النصوص، أو بدأت عقولهم تجول في أشياء ليس للعقل فيها مجال، ولهذا قال الإمام مالك:(الاستواء معلوم، والكيف مجهول) بمعنى أنه لا يجوز لك أن تتصور هذا الشيء وأن تكيفه.
قالوا: إن الكيفية أن يذكر كيفية الصفة، مثل أن تقول مثلاً: كيف جاء زيد؟ فتقول: جاء ماشياً، هذه كيفيته، ولذلك إذا قال: كيف يتكلم الله؟ يحتاج إلى تفصيل، كيف تتكلم أنت؟ معروف أن كلام الإنسان يتكلم بحركة لسانه وبغيره وتأتي ارتباطات أخرى، ومن لم يكن له لسان في فهمنا نحن بالنسبة للبشر لا يستطيع أن يتكلم، لكن قد يتكلم الإنسان بدون لسان وبدون شفتين وأوتار صوتية:{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[فصلت:٢١] وقد تتكلم الطاولة، وقد تتكلم الحجر، وقد تتكلم البهيمة، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في ذئب عدى على غنم، ثم لما جاء الراعي واستنقذها منه، قال:(من لها يوم لا راعي لها إلا أنا، فعجب الصحابة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أنا أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر) دل على أنه قد يتكلم.
قالوا ومن مثاله: يسألك كيف لون منزلك؟ أو كيف لون المسجد؟ تقول: لونه أبيض.