إن العلماء رحمهم الله تعالى إذ يؤلفون كتبهم ومصنفاتهم في العقيدة تكون لأمورٍ عدة: أولها: لبيان حاجة الناس في مسألة العلم، وخاصة لنشر العلم الشرعي إذ ينتشر الجهل في مسائل الاعتقاد ويكثر، فعند ذلك يؤلف العلماء كتباً ورسائل يتلقاها الطلاب، ويقومون بنشرها، ويرتفع الجهل عن الناس بسبب ذلك.
ثانيها: قد يكون في مسائل الاعتقاد لإبطال عقائد كانت سائدة، كما ألف عدد من سلف الأمة كتباً في الرد على المعتزلة، وكما ألف شيخ الإسلام ابن تيمية منهاج السنة في الرد على الرافضة القدرية، وكما ألف جمع من العلماء في الرد على الأشاعرة، وفي الرد على الماتريدية، فإذا انتشرت طائفة ونحلة ليست على منهاج النبوة، وليست على الكتاب والسنة، شعر العلماء بأن مهمتهم الدفاع عن عقيدة السلف، وإبطال تلك العقائد.
وقد يكون السبب في تأليفها إجابة لبعض السائلين، كما هي هذه العقيدة التي بين أيدينا:
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي
لقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عدداً من الرسائل بسبب أنه يفد إليه بعض الطلاب والتلاميذ من مناطق متعددة، فيطلبون منه أن يكتب مختصراً لهم، أو كتاباً يرجعون به إلى بلدهم، وذكروا منها العقيدة الواسطية، فإن شيخ الإسلام ابن تيمية كتبها بعد العصر رحمه الله تعالى، وأعطاها لأهل واسط؛ لأنهم سألوه أن يكتب لهم مختصراً في العقيدة يستفيدون منه.
مؤلفات العلماء رحمهم الله تعالى تنقسم إلى أقسام: منها ما يكون مختصراً، ومنها ما يكون مطولاً، ومنها ما يكون بين ذلك.