كلمة التوحيد: مصدر من كلمة (وحد) وأصلها (وحد يوحد توحيداً) فالتوحيد في اللغة: هو جعل الشيء واحداً كأنه شيء متفرق ثم بعد ذلك اجتمع، ولذلك قيل: هذه القبيلة كلمتها واحدة، وقولها واحد، كأن آراءهم متعددة ولكنها اجتمعت إلى رأي واحد، ويدل على أنه جعل الشيء واحداً يأخذ مفهوم القوة والتماسك، ويدلنا على ذلك أن هذا اللفظ من النسبة لا من الجمع، فإنه ليس مقصوداً بهذا الكلام، وليس الإنسان هو الذي يجعل الله واحداً، فالله واحد قبل أن يخلق السماوات والأرض سبحانه وتعالى بل إننا من قوم ينسبون الوحدانية لله تعالى.
فأنا أقول: الله واحد، بخلاف النصراني فليس بموحد؛ لأنه يقول: ثلاثة آلهة، وبخلاف مشركي العرب فليسوا يقولون: الله واحد، بل يقولون بآلهة متعددة، ولما نادى النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) قالت قريش: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}[ص:٥]{مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ}[ص:٧] متعجبون من هذا الأمر! حسناً بالنسبة لكلمة التوحيد قلنا: إن أصله جعل الشيء واحداً، والإنسان لا يجعل الله واحداً، فالله واحد قبل أن يخلق السماوات والأرض.