مسألة الحوض وإثباته قلنا: النصوص صريحة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في الصحيحين وغيرهما أنه قال:(حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه -أي: كئوسه- كنجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً) وهذا الحديث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن هذا وارد وثابت، وذكر بعض أهل العلم أنه يشهد له قول الله تعالى:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}[الكوثر:١-٢] فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أغفى إغفاءة، ثم أفاق صلى الله عليه وسلم وقرأ على الصحابة هذه السورة وهو يتبسم، وذكر العلماء أن هذه تدل على الحوض، والمفسرون رحمهم الله تعالى في كتب التفسير يذكرون الحوض عند هذه السورة، وإن كان بعض العلماء يقول: إن الكوثر هو الخير الكثير، ومن الخير الكثير الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم الحوض، بل هو من الأمر العظيم الذي يجب الإيمان به والتسليم له.
قضية الحوض وإثباته نقول: الناس يردون على حوض النبي صلى الله عليه وسلم، وورود الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم بسبب الظمأ الذي يصيبهم، ويقف النبي صلى الله عليه وسلم ويقول:(أنا فرطكم على الحوض) أي: مقدمكم، وينادي النبي صلى الله عليه وسلم أمته لأجل أن يأتوا إليه، ويصبح النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يناول هؤلاء القوم، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، والنبي صلى الله عليه وسلم وهو عند الحوض يقف فيجد أناساً تفد إلى الحوض ومع ذلك الملائكة تجذبهم فلا يأتون إليه، فيقول:(أصحابي أصحابي) ينادي ربه: هؤلاء أصحابي، فيقال له:(إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) بمعنى: أنهم غيروا ما كنت عليه من المنهج، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:(سحقاً سحقاً) أي: بعداً بعداً لهؤلاء القوم الذين غيروا ما جئت به، ونعوذ بالله أن نكون ممن يذاد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم.