أقول للأحبة في ختام هذه الدورة وفي ختام هذا الدرس: ينبغي لنا دائماً إخلاص النية لله تعالى في الطلب، وأن يحتسب الإنسان الأجر والثواب عند الله تعالى، وأن يستشعر المسلم أنه يسير في طريق الجنة:(من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) وأن يكون أمام طالب العلم دائماً أن ما حصله في هذه الدورة أو الدورات أياً كانت ليس هي العلم كله، وإنما هي جزء من العلم ومفاتيح، وأنه ينبغي لنا مواصلة الطلب، فليس عهدنا بالعلم هذه الدورة، ثم بعد ذلك ننتظر سنة أخرى علنا نشارك في دورة ثانية، وإنما نسير على الطريق، ونلتزم به، وما شعرنا بلذائذه وثماره لن ننقطع عنه، فسبحان من جعل في قلب الإنسان من اللذائذ العظيمة في قضية العلم والفهم وبحث المسائل والفرح بها، وتدريسها وتعليمها، وتعلمها وتأصيلها، بل هي تعتبر من أعظم لذائذ المسلم أن يسير في طريق العلم، وليس أعظم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما قال:(من يرد الله به خيراً يفقه في الدين) .
قال العلماء بمفهوم العكس: أن من لم يفقه الله في الدين فإنه لم يرد الله به الخير، ومن لم يطلب العلم من الذين لا يرد الله بهم الخير، وإن كان على صلاح واستقامة، لكن الخير الكامل هو في طلب العلم والاستمرار عليه.