بالنسبة لكلام الله وهو من باب الرد على طائفة المعتزلة الذين يقولون: إن كلام الله مخلوق.
يقول العلماء رحمهم الله تعالى: إن المضاف إلى الله نوعان: الإضافة الأولى: إضافة أوصاف.
الإضافة الثانية: إضافة أشخاص أو ذوات.
فالأول: المضاف إلى الله تعالى مثل: سمع الله، بصر الله، كلام الله، وهذا لا يمكن أن يكون مخلوقاً أبداً، بل هذا يعتبر صفة من صفات الرب سبحانه وتعالى.
والثاني: المضاف إلى الله إضافة أعيان، كبيت الله، وناقة الله، فهذه تسمى أشياء مخلوقة، لماذا أضيفت إلى الرب؟ من باب تشريفها وعلو مكانتها.
فإذا قيل: هذا بيت الله تعالى، الكعبة بيت الله لها تعظيم، المسجد بيت الله، لكن بالنسبة لسمع الله وبصر الله، فهذا يعتبر من صفات الله تعالى، ولا يمكن أن نقول: إنه مخلوق كما قالت المعتزلة كما في قولهم: إن القرآن من المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
وسيأتي إن شاء الله الكلام على قول المؤلف:
وإذا استدل يقول قال الأخطل
وهذا هو مذهب الأشاعرة، وأنه معنى نفسي، واستدلوا ببيت باطل، وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من تسعين وجهاً أبطل به مذهب الأشاعرة، ومواقف شيخ الإسلام هي التي جعلت الأشاعرة يقفون منه مواقف عظيمة، وكانوا يدققون عليه في كل صغير وكبير، مما أدى ذلك إلى سجنه عدة مرات بسبب صدعه بالحق، وإبطاله لبعض المذاهب التي كانت موجودة في عصره، سواء كانت ماتريدية، أو أشاعرة، أو معتزلة، أو مبتدعة، فيما يتعلق بألوهية الله والتوسل وغير ذلك.