للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السمة الرابعة: معارضة السنة بالقرآن]

ذلك أن بعض الطوائف ترى أن العمدة هو كتاب الله تعالى، وتجد بعض الناس ولعل من الأمثلة عليه أن يأتي بعض الناس -مثلاً- وتقول له: يا أخي! جزاك الله خيراً: التدخين لا يجوز، قال: هل هناك آية من القرآن تدل عليه؟ تجد أنه يعارض الحكم، وكأن التقعيد عنده أنه لا يريد أصلاً أن يعمل، وليس قصده بحثاً عن الحق لإرادته، ونعتبر هذا من الخطأ ومن الجهل.

ولذلك نجد بعض الطوائف تكتفي بقضية القرآن وحده، ويسمون أنفسهم: القرآنيون، وهؤلاء منحرفون وليسوا على منهاج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم محذراً من ذلك أشد التحذير: (يوشك الرجل متكئاً على أريكته، يحدث بحديث فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إني أوتيت القرآن ومثله معه) .

فما جاءنا عن سنة يجب أن نأخذ بها كما نأخذ بالقرآن، والله قد قال عن رسوله: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل:٤٤] ولو أخذنا بالقرآن وحده! من أين عرفنا أن صلاة الظهر أربع، والعصر أربع، والمغرب ثلاث وغيره، من أين؟! فليس في القرآن شيء من ذلك، من أين عرفنا أنصبة الزكاة؟! من أين عرفنا مسائل رمي الجمار في الحج؟ كلها من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الواجب.

قال الإمام البربهاري رحمه الله، وهو من كبار أئمة أهل السنة والجماعة: إذا سمعت الرجل يطعن في الآثار، أو يرد الآثار، أو يريد غير آثار النبي صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام.

إذا رأيت الرجل يطعن في الآثار، أي: يقدح فيها وهي صحيحة، أو يردها فلا يقبلها؛ لأنه أجال بها العقل، ولا يريدها لعدم موافقتها للعقل، أو يريد غير الآثار، مثل بعض الناس تناقشه، فيقول: أنا كلما أناقشك في قضية تقول تلقائياً: قال الله وقال رسوله، ناقشني بالعقل ولا تأت بقول الله ولا بقول رسوله.

ولذلك قال: فاتهمه على الإسلام، ولا تشك بأنه صاحب هوىً ومبتدع؛ لأنه ليس على منهج أهل السنة والجماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>