مسألة: يجب أن نعلم أن كلام الله تعالى متفاضل، وممن ذكر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، والله سبحانه وتعالى ذكر ثناءً على المؤمنين:{فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}[الزمر:١٨] واستدل لذلك بآيات وردت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:١] تعدل ثلث القرآن، ووردت أحاديث الفاتحة أنها أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ما تتميز به من المزايا، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنها أعظم سورة في القرآن، وأنها السبع المثاني، وأنها القرآن العظيم، وقال النبي لـ أبي بن كعب:(ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا الفرقان مثلها، فإني لأرجو أن تخرج من هذا الباب حتى تعلمها، قال: ثم ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفاتحة، وبين ما تتميز به من الفضائل والأحكام) وقد أُلف في هذه السورة من الكتب العظيمة في بيان فضلها وبيان الأحكام المتعلقة بها، ولهذا نقول: إن كلام الله تعالى متفاضل، وذكر الله تعالى:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}[البقرة:١٠٦] مما يدل على أن هناك شيئاً من التفاضل في كلام الله تعالى، ولا يلزم منه كما يقول المبتدعة: إن هذا يؤدي إلى أن فيه فاضلاً ومفضولاً، ولكن كله فاضل، ولكن بعضه أفضل من بعض كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.