من أحداث القبر: قضية الضمة، أو ضغطة القبر، ولقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن للقبر لضغطة، ولو كان أحد منها نجا لكان سعد بن معاذ) رضي الله عنه وأرضاه.
وإثبات ضغطة القبر قد دلت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على إثباتها، وهذه الضغطة نقول: إنها ضغطة حقيقية، وليست كما يقول بعض الناس: إنها ضغطة معنوية، لكنها تختلف باختلافها، المؤمن له ضغطة والكافر له ضغطة، فالكافر يحصل له ضغطة تختلف فيها أضلاعه، وأما المؤمن فيحدث له غم شديد.
ولذلك قال بعض أهل العلم كـ ابن أبي مليكة:[ما أجير من ضغطة القبر أحد ولا سعد بن معاذ رضي الله عنه، مع أن مناديله في الجنة خير من الدنيا وما فيها] .
مسألة: اختلف العلماء لماذا تحدث ضغطة القبر؟ الجواب: من العلماء من عللها وقال: لأنه ما من إنسان إلا ويحدث له شيء من المعاصي في الدنيا، ويحدث له في هذه الضغطة نوع تكفير، فتعتبر هذه نوع تكفير، ولعل هذه من نعمة الله تعالى أن يكفر الله عن العبد بها في أول دخوله إلى القبر.
من المعلوم أن الناس في القبر على قسمين: ١- إما روضة من رياض الجنة.
٢- وإما حفرة من حفر النار.
٣- وإذا كان روضة من رياض الجنة فُتِحَ له باب إلى الجنة بعد أن يجيب، وقيل: يبين له هذا منزلك من النار لو كنت كفرت وعصيت، وهذا منزلك بسبب طاعتك، فيقول: رب أقم الساعة فرحاً بما رأى، وأما الكافر فعلى الضد! يرى مقعده من النار، وتكون نتيجتها نعوذ بالله من النار يقول: رب لا تقم الساعة، مخافة أن يدخل، مع أن ما هو فيه من العقوبة أمر عظيم جداً.
القول الثاني لتعليل ضغطة القبر، وإن كان هذا معنىً الله أعلم بصحته، قالوا: إن الأرض أم، والأم تفرح بمجيء ولدها إليها، كما تأتي من سفر فتضمك أمك فهذا ضم له، ولكن هذا لا شك أنه قول يحتاج إلى دليل، ولا نجد دليلاً ثابتاً فيه يدل عليه.