هناك سؤال قد يثير بعض الناس، فيقول: إنكم تقولون: إن هناك توحيد ألوهية وربوبية وأسماء وصفات، ولعلنا في الدرس الماضي تكلمنا عن الكوثري وأنه نقد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم، بأنهم هم المبتدعة، وهم الذين جاءوا بتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، وربما يتبادر إلى الذهن سؤالاً فيقول الإنسان: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة: ينبغي لك أن توحد الله في ألوهيته وربوبيته، وأسمائه وصفاته، فمن أين جئتم بهذه؟ نقول: إن تقسيمات التوحيد وتسمياته اجتهادية، ولكن أصلها توقيفي، والمسميات والتقسيمات اجتهادية، والعلماء رحمهم الله تعالى عندهم قاعدة يقولون:(لا مشاحة في الاصطلاح بعد فهم المعنى) قسِّم التوحيد كيف شئت، ولكن لا تخرج على ما دل عليه الكتاب والسنة، ومن هنا أصبحنا نعلم أن تسمياته وتقسيماته اجتهادية وأصله توقيفي، ولذلك وجدنا من السلف كما ذكره الإمام ابن القيم وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أن التوحيد ينقسم إلى قسمين، وقد أومأ إليه الإمام الطحاوي رحمه الله: ١- توحيد الإثبات والمعرفة.
٢- توحيد القصد والطلب.
ومن العلماء من قسمه القسمة الثلاثية: ١- توحيد ألوهية.
٢- توحيد ربوبية.
٣- توحيد أسماء وصفات.
ومن العلماء من جعله قسماً واحداً.
ومن العلماء من جعله ثلاثة أقسام بمسميات أخرى، ونقول: سمه ما شئت ولكن لا تخرج عما دل عليه الكتاب والسنة.
ومنهم من يقول: توحيد الرسول وتوحيد المرسِل، دل على أن كل واحد متعلق بألوهية وربوبية وأسماء وصفات، ولا مشاحة في قضية التقسيم ما دام أنه لم يخرج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
بعد أن عرفنا أقسام التوحيد: الإثبات والمعرفة يدخل فيه الربوبية والأسماء والصفات، أما توحيد القصد والطلب فإنما يقصدون به توحيد الألوهية.