(يا سائلي عن مذهبي) قالوا: المذهب مأخوذ من مادة ذهب، والذهاب هو السير، ذهب أي سار ومر، والمذهب هو المتوضأ كذلك، ولذلك روي في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يقضي حاجته أبعد في المذهب، وذكروا من معاني المذهب: المعتقد الذي يذهب إليه والطريقة.
ولذلك كان سلف الأمة يقولون: نحن على مذهب الإمام أحمد في مسائل العقيدة، وقد يطلق المذهب ليس على المعتقد فقط وإنما على مسائل الفروع مذهب الشافعي، مذهب أبي حنيفة، مذهب كذا، هذا يُتلقى بالأحكام الفروعية التي تتعلق بالشرع، أما مذهب هنا فلعله الذي يقصد منه أن يظهر؛ لأنه هو المعتقد، وإن كان الشارح ذكر بأنه مسائل الفروع؛ لأن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يذكر في مسائل الفروع شيئاً، إلا إذا حُمل على أنه في بيت لعله سقط عندكم وهو قول المؤلف رحمه الله:
وأقول قال الله جل جلاله والمصطفى الهادي ولا أتأول
لكنه يظهر أنه في العقيدة إذا قيل: أن مذهبه رحمه الله في الفروع، ومذهبه في الأصول، أو في مسائل الاعتقاد وفي الشريعة هي: قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فيكون المعنى صحيحاً.