[القاعدة الخامسة: الإيمان بما أخبر به الوحي عرفناه أم لم نعرفه]
ذكر العلماء قاعدة ولعلنا نختم بها باب الأسماء والصفات، وهي أنه يجب علينا الإيمان بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء عرفناه أو لم نعرفه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الصادق المصدوق، وقد ورد في مسند الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه يقول:[لقد جلست أنا وأخي ومشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنا جلوساً عند باب من أبواب النبي صلى الله عليه وسلم، فكرهنا أن نتحدث فنزعج النبي صلى الله عليه وسلم أو نقرع عليه، فجلسنا عند حجرته، وجلسنا نتذاكر آية من آيات القرآن] فحصل نقاش بينهم وارتفعت أصوات الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصواتهم مرتفعة خرج عليهم مغضباً قد احمر وجهه، يرميهم بالتراب صلوات الله وسلامه عليه، ويقول:(مهلاً يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم، باختلافهم على أنبيائهم، وضرب الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه) ولعل هذا هو مصداق ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو مقتضى التسليم، وسيأتي لها مزيد بيان عند قوله المؤلف رحمه الله: