قول المؤلف رحمه الله تعالى:(لا ينثني) الانثناء في اللغة: هو الانعطاف، ومعناه: أي لا ينصرف عنه ولا يرجع، ومنه ذكروا في كتب اللغة: اثن وجوه الإبل عن الماء، أي: اصرف وجوهها عنه.
ومعنى هذا: أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في معتقده الذي سيعرضه، لا ينعطف ولا ينصرف عنه أبداً، بل هو متمسك به، مما يدل على توثقه من معتقده وعدم تردده فيه.
(لا ينثني) أي: عن العقيدة، (ولا يتبدل) .
قال في القاموس: بدله تبديلاً، أي: حرفه، ويقال: تبدل أي: تغير.
قال في اللسان: بدَّل الشيء: غيره، والأصل في التبديل تغيير الشيء عن حاله، ولهذا يقال: بدل هذا الكتاب بهذا الكتاب، أي: غيره، بدل هذا الموضع، أي: غير هذا الموضع.
وقالوا: التبديل تغير الشيء عن حاله، والأصل في الإبدال جعل شيء مكان شيء آخر.
ومقصود شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أنه لا يبدل مذهب السلف بغيره من المذاهب الأخرى، بخلاف المبتدعة فهم كل يوم يتبدلون عما كانوا عليه ويتغيرون عن معتقدهم الذي هم فيه.