انتهينا من باب الأسماء والصفات، والمؤلف رحمه الله تعالى يورد لنا مبحثاً مهماً عظيماً جداً، ولعلنا نستفيد منه فائدتين: الفائدة الأولى: الإيمان باليوم الآخر، وتمكينه في القلوب، وهو أحد أصول الإيمان الستة، ولا يصح إيمان أحد كائناً من كان حتى يؤمن باليوم الآخر.
الفائدة الثانية: نشم من قول المؤلف أن هذه هي ثمرة الإيمان بالمعتقد السابق، أننا:
نقر بالميزان والحوض الذي أرجو بأني منه رياً أنهل
أي: أنه ينهل منه بسبب معتقده السابق، فإن من حرف وغير منهج الله وصراطه؛ فإنه يذاد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ولهذا ورد أن أناساً يردون على حوض النبي صلى الله عليه وسلم ويذادون، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:(أمتي أمتي! فيقال له: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً) أي: بعداً لهؤلاء.
قال العلماء: وينطبق على هؤلاء الذين يذادون طوائف الخوارج، والجهمية، ويدخل فيهم الرافضة، فهؤلاء غيروا وبدلوا ما جاء عن الله وجاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس في باب الصفات وحدها، بل في أبواب متعددة، بل في غالب مباحث العقيدة غيروا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.