يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ناقلاً عن يحي بن عمار: العلوم خمسة: العلم الأول: علم حياة الدنيا، أي: لا تتم حياة العبد إلا به، قال: وهو علم التوحيد، ولا شك أن علم التوحيد هو الحياة الحقيقية، ولا يمكن أن يوصف الإنسان بالحياة الحقيقية حتى يوحد الله تعالى، والله قد قاله في كتابه:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}[الأنعام:١٢٢] إن الحياة الحقيقية هي بعلم التوحيد.
العلم الثاني: علم الغذاء ويسمى غذاء الدين، قال: وهو علم التذكير، ويقصد به التذكير بمعاني القرآن والحديث وغيره، وهذا يرمز له بطلب العلم، إذا عرفت توحيد الله فانطلق لطلب العلم، وإذا طلبت العلم فإنك تتغذى وتنمي الدين الذي عندك.
العلم الثالث: علم دواء الدين، والدواء هنا يقصد به علم الفتوى، فإن الإنسان تنزل به نازلة، ويحتاج إلى أن تُكشف عنه بسؤال أو بإشكال يمر عليه أو غيره، ويكون هذا العلم دواء له، ومعالجاً لهذا الداء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما شفاء العي السؤال) .
العلم الرابع: علم داء، ولعل هذا كناية عن المرض الذي يصيب الإنسان بسبب طلبه لهذا العلم، قالوا: وهو علم الكلام المحدث الذي نحذر عنه وحذر عنه سلف الأمة، وعلم الكلام المحدث لا شك أن الإنسان إذا خاض فيه انحرف عن دين الله، ولم يهتد للصواب أبداً.
العلم الخامس: علم هلاك الدين، قالوا: وهو العلم المتعلق بالسحر ونحوه، كمن يتعلم علوم الباطنية وغيرها من طوائف البدع، ولا شك أن الإنسان إذا تعلم هذه العلوم هلك في دينه ولم يستفد شيئاً، وإن صلى وصام وعمل العبادات كلها.