نقول: إن أول من أحدث القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، وتبعه على ذلك الجهم بن صفوان، وتبعه على ذلك بقول قوي ومذهب كبير المعتزلة: واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وغيرهما من كبار المعتزلة، الذين قالوا: إن القرآن مخلوق، لكن أول من قال: إن القرآن قديم هو عبد الله بن سعيد بن كلاب.
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فلم يقل أحد من السلف بهذين القولين أبداً، ولم يقل أحد منهم: إن القرآن عبارة عن كلام الله ولا حكاية، ولا قال أحد منهم: إن لفظي بالقرآن قديم، بل كان السلف يقولون: ما دل عليه الكتاب والسنة من إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلال الله وعظمته.