يقول العلماء رحمهم الله تعالى: إن نفي صفة الكلام عن الله تعالى يلزم عليه لوازم خطيرة: الأولى: نفي صفة العلو عن الله تعالى؛ لأن الله يقول:{تَنْزِيلٌ}[فصلت:٢] والنزول لا يكون إلا من العلو.
فإذا قيل: إن الله سبحانه وتعالى لا يتكلم نفيت عنه سبحانه وتعالى صفة العلو.
الثانية: يلزم عليه كذلك نفي الرسالة، ويؤدي إلى نفي الكتب السماوية، كيف بلغت الرسالة إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلا عن طريق الكلام، وأن الله كلمهم سواء كان الكلام بواسطة أو بغير واسطة، فمن الواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام يبلغ ما أراد الله إلى رسوله، مثلما جاءت:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}[المزمل:١]{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}[المدثر:١]{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}[العلق:١] هذا كلام الرب سبحانه وتعالى، فإذا نفيت الكلام نفيت النبوة والرسالة، ونفيت الكتب السماوية كلها، وأدى إلى نفي عدد من الصفات لله سبحانه وتعالى، وهذا يؤدي إلى تعطيل عظيم.
سبحان الله! نجد بعض الصفات متلازمة، إذا أثبتَّ صفة أثبتَّ الجميع، وإذا نفيتَ صفة لزم عليك أن تنفي عدداً من الصفات التي تثبت للرب سبحانه وتعالى.