للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يضيرهم كيدهم، قيل: من أوجه: الأول: من الفيض الإِلهي

والنصرة الموعود بها في نحو قوله: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) وقوله: (مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).

والثاني: أن من عُرف منه الجد أحجم عنه العدو.

كما قال رجل ضئيل أسر رجلًا قويًّا، فسأله أمير المؤمنين:

كيف تمكنت منه؟

فقال: وقع في قلبي أني آخذه ولا أبالي بالقتل، ووقع

في قلبه أنه مأخوذ وخاف القتل، فنصرني عليه خوفه وجرأتي.

والثالث: أن المتذرّي بالصبر والتقوى تتحمل نفسه الشدائد.

فلا يبالى بمكايدة عدوه.

والرابع: أن الثقة بنصر الله أعظم ناصر.

والإِحاطة بالشيء يقال على وجهين:

أحدهما: في الأجسام.

والثاني: في العلم بالشيء والقدرة عليه.

فأما العلم فبأن يعلم حقيقة المحاط به ووجوده وجنسه وأوصافه، والغرض

<<  <  ج: ص:  >  >>