قالوا: جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، قال، فاشهدوا أن الذي هو عدو لمن عن يمينه عدو لمن على يساره، ومن هو عدو لهما فعدو لله - عز وجل-، فرجع عمر- رضي الله تعالى عنه، وقد أنزل الله هذه الآية تصديقا لقوله، ومنبهاً بذكر من ذكرهم والجمع بينهم أنما من عادى واحداً فقد عاداهم، فإنهم أولياء من والاه، وأعداء من عاداه، وبين بدلك أن اليهود إذا عادوا أحدهم فالله عدوهم، وحقيقة معاداة الإنسان لله والبعد عنه مخالفته في تحري الصدق في المقال والحق في الفعال وأن لا يستحق أن يوصف بشيء من أوصافه، نحو العادل والجواد والكريم والقريب منه والمحب له، هو أن لا يخالفه في ذلك، وإن يصح أن يوصف بتلك الصفات وتلك المعاني هي المقتضية لمعاداة أولياء الله والداعية لارتكاب المعاصي، فإذا: قول من قال معنى قوله: {عَدُوًّا لِلَّهِ} عدواً لأولياء الله، أو قال: معناه: عاص لأمره، فإنه غير مخالف لما قلنا ...
عنى بالآيات القرآن وسائر المعجزات والدلالات التي أوضح الله- عز وجل - بها أمر النبي- عليه السلام-، وذكر أنه لا يجحد ذلك ولا ينكره إلا كل متناه في الكفر، والفاسق الخارج عن الطاعة، إما عن أصل الدين، وإما عن بعض الطاعات بارتكاب كبيرة، ولذلك قال- عز وجل- في إبليس:{فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}، وقال فيمن يرمي المحصنات:{وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، وقال:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} فبين الفاسق والفاسق بون ..