كشفه إلى آية محكمة أو سنة مبينة، وإن كان من الأخبار الاعتقادية فزع إلى الحجج العقلية.
وإن كان من الأخبار الاعتبارية فزع فيه إلى الأخبار الصحيحة المشروحة في القصص.
[(فصل في الوجوه التي بها يعبر عن المعنى وبها يبين)]
لما كان المعنى الواحد يقرب من الأفهام بعبارات مختلفة لأغراض متفاوتة، وجب أن يبين الوجوه التي منها " تختلف " العبارات عن المعنى الواحد، فالمعنى الواحد قد يدل عليه بأشياء كثيرة: إما باسمه نحو " إنسان "، أو بنسبه نحو " آدمي " و " ولد حواء "، أو بإحدي خصائصه اللازمة له: نحو " المنتصب القامة " أو " الماشي برجليه " أو " العريض الأظفار "، وإما بفصله اللازم كقوله " الناطق "، " المائت "، وكما يبين الشيء بأوصاف كثيرة، كذلك قد يتبين باسماء كثيرة متضمنة لأوصاف مختلفة، كقولك في الجرم العلوي:" السماء " لما اعتبر ارتفاعها بالإضافة إلى الأرض، و " الجرباء ": لما " اعتبروا نجومها "، وأنها كجرب في الجلد و " الخلقاء " و " الملساء " لما اعتبر بحالها عند فقدان نجومها بالنهار، و " الرقيع " تشبيهاً بالثوب المرقوع لظهور نجومها ظهور الرقاع في المرقع " والخضراء " لما اعتبر لونها، وعلى ذلك قولهم " في المرأة ": " الزوج " لما اعتبرت بازدواجها بالرجل، و " الظعينة " لما اعتبر ظعنها معه، و " القعيدة " لما اعتبرت بقعودها في البيت أو بكونها مطية له