يراجع، والشياطين: جمع الشيطان، فقيل هو " غعلان " من شاط إذا احترق غضباًن وذلك لما قال تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}، وذلك لما خص به من فضل القوة الغضبية، وقيل هو فيعال من شطن، أي تباعد، ومنه بين شطوان، وقيل للحبل الطويل شطن، والشيطان كل عارم من الجن والإنس والحيوانات، وعلى ذلك قال الشاعر شياطين تنزوا بعضهم على بعض [وقال:" إن شطان الذئاب العسل "، وقال آخر:" ما ليلة الفقير إلا شيطان "، وسمي الحية شيطاناًَ لذلك، وقيل هو فعلان من قولهم: وقد شط على أرماحنا البطل، ومعنى الآية، أنهم يراؤن للمؤمنين، فإذا عادوا إلى مردتهم ادعوا أنهم معهم وعلى دينهم، وأنهم يستهزؤن بالمؤمنين.
الهزء: إظهار جد يراد به مزح أو ما هو في الظاهر كالمزح يقال: هزأت واستهزأت، نحو أجبت، واستجبت، والصحيح أن الاستهزاء إرتياد الهزؤ وإن كان قد يعبر به عنه، وكذا الاستجابة في الأصل معناها مخالف للإجابة وإن كان قد يجري مجراها، والهزؤ إذا أريد به المزح لا يصح منه تعالى، كما لا يصح منه اللعب واللهو وإطلاقه عليه، إما لأنه يراد به المجازاة، فسماه به إما لمقابلة اللفظ باللفظ إما مع مقابلة اللفظ مراعاة مطابقة ما لكونه مماثلاً له في القدر، فسماه لذلك باسمه نحو قوله تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} وقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} ولأنه تعالى لما أمهلهم لتطول المدة التي يمكنهم أن يتوبوا فيها فلم يحصل ذلك منهم سمي إمهاله هزؤاً، ولأنه لما استدرجهم من حيث لا يعلمون صار ذلك كالهزؤ، وإما لأن الهزؤ لما لم يخل