للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله - عزل وجل:

{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة البقرة الآية (٥٢) ...

العفو: القصد لتناول الشيء يقال: عفاه، واعتفاه وعفت الريح الدراري قصدته متناولة منها أثارها ولهذا المعنى قال الشاعر:

أخذ البلى آياتها

وإذ قيل: " عفا فلان عن فلان " كأنه قصد تناول شيء ما منصرفاً عنه والمفعول به مترك لكونه غير مقصود وذلك كقولهم ذهبت عما ارتكبته وتجاوزت عنك: أي تجاوزت إلى شيء ما وعفا النبت والشعر أي قصد تناول الزيادة كقولهم: أخذ النبت في الزيادة وقولهم أعطى عفوا فعفوا مصدر في موضع الحال، أي أعطى وحاله حال العافي في الاهتزاز - إشارة إلى المعنى الذي عد بديعاً للشعراء في نحو قول الشاعر:

كأنك تعطيه الذي أنت سائله

والشكر: مقابلة الصنيعة بإظهار، ومنه: دابة شكور، إذا كانت مظهرة احسان صاحبها إليها، وضره شكري من ذلك والشكر: كناية عن الفرج المزوج، لكونه مقابلاً للمهر مقابلة الشكر للمشكور عليه، والشكر ضرب من العدالة، إذ هو في مقابلة النعمة، وأعم من المكافآت فإن المكافأة يعتبر فيها تارة مماثلة في الكمية وتارة في حال المكافئ والمكافأ والشكر: لا يعتبر فيه ذلك.

وأيضاً فالشكر قد يكون باللسان تارة، وبالمقابلة تارةً وقد تقدم الكلام في (لعل) وأنه وإن كان مقتضياً

<<  <  ج: ص:  >  >>