ارتفاعه عز وجل، وإنما خص النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله:(ألم تعلم) وإن كان الخطاب له ولغيره، لذكره العلم ولا أحد من البشر أعلم بذلك منه- عليه السلام-، أو قد وقف من أسرار ملكوت السموات والأرض على ما لم يوقف عليه غيره والقصد بالآية، أنهم لما أنكروا النسخ معرفتهم أنه تعالى ينقل عباده من حكم إلى حكم على ما يرى من مصالحهم، وبين أن ذلك ليس لعجزه، إذ هو قادر على كل شيء ومالك له، إنما قيل: لم كرر: " ألم تعلم "، ولم يعطف الثاني على الأول، قيل إنه لا جعل حكم الثاني كالعلة للأول أخرجه مخرج الأول، فكأنه قيل:" هو على كل شي قدير "، لأن له ملك السماوات والأرض، وإخراج
الكلام على لفظ التقرير لكونه أبلغ في حكم الخطابة، وموضع قوله:(ومالكم) معطوف على موضع {أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ...
السبيل والطريق يتقاربان لكن السبيل يقال على اعتبار السبل، كقولهم: طريق مسنون، ومنه أسبلت الإزار، والستر والسبلة المسترسل من الشعر على الشفة العليا والسبيل المطر مادام بين السماء والأرض، والطريق يقال على اعتبار طرقه بالأرجل، االسواء أصله يستعمل في المكان الذي يستوي فيه إليه مسافة الطرفين وفي ذلك معنى القصد والعدل، فصح أن يفسر بالوسط وبالقصد وبالعدل وليست هذه الألفاظ في تفسيره أقوالاً مختلفة كما ظنه بعض المفسرين، وأما " أم "، فقيل هو معطوف على قوله:(ألم تعلم)، وتقديره: ألم تعلموا ذلك أم لم تعلموا فتسئلوا رسولكم، وقيل هو لاستئناف الاستفهام المفسر بها، كقول الشاعر: