للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زيد فضلاً وإن لم يكن فيه فضل ولكن لا يمكنه أن ينكر أن عمروا

أفضل منه، فقال أَجزِم عمروا فهو أفضل من زيد، وعلى ذلك قوله

تعالى: (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) وقد عُلِم أن لا خير فيما يشركون

بوجه والآية نزلت في يهود احتالوا النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقيل: في قريش لما صدوا المسلمين. فأمر الله تعالى المسلمين ألا يتركوا معهم مع ذلك استعمال العدالة.

إن قيل: كيف تصور الظلم وقد أُبيح للمسلمين أن

يقتلوهم ويسبوهم ويسلبوهم وقيل: كل ذلك أُبيح لهم على وجه دون

وجه، متى أُخِل لمراعاة الحكم المسنون في شيء من ذلك، فهو ظلم

بل من فعل الإنسان بالكافر مع ما أمر أن يفعل به قصداً إلى

التشفي منه تحرياً لأمر الله، ففى ذلك تعدياً فأوجب الله تعالى تحري العدالة

مع كل محق، ومبطل وإقامة الشهادة بالحق في كل أمر، وبين الله أنه

تعالى عالم بما يتحرونه، ولا يخفى عليه خافية.

قوله عز وجل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٩)

في قوله: (مَغْفِرَةٌ) وجهان: أحدهما: أن يكون في موضع مفعول وعد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>