إن قيل لم قال:(مَا لَا يَملِكُ) ولم يقل (مَن)، وقد قصد بذلك نفيُ إلاهية
عيسى، وكيف قال:(يَملِكُ لَهُم ضَرًّا وَلَا نَفعًا) وقد كان عيسى
يملك ذلك وإن كان بتخليق الله إياه، ولمَ قدم الضر على النفع، ولم أتبع ذلك قوله:(وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقد كان من حق المقابلة أن يُقال
والله هو الضار النافع؟
قيل: أما ذكر (مَا) فلكونه للجنس والنوع المقتضين لمعنى عام يقصد بذكره وأن ذلك يقتضي المشاركةَ والمشابهةَ، وتنزه الإلهية عن ذلك فأنكر تعالى بذكر ما ادعوه كل ما اقتضى مشابهةً ما، وإنما قال:
(لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا) لأنه لما كانت الإشارة على ثلاثة