للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنهم من أخذه أعم من ذلك، فقال: إن الله تعالى شرع لكل

أمة عبادة ومكارم، ولم يختلف حكم أصولها، وإن اختلفت

فروعها، وعلى ذلك قال: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ).

فبين أنه يريد أن تكون هذه الأمة جارية مجرى هؤلاء في ذلك.

وقيل: عنى أنه يبين لكم طريق من قبلكم إلى الجنة.

وهو المسئول في قوله تعالى: (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).

وبين أنه أراد به ذلك لعلمه وحكمته.

قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (٢٧)

الميل وإن كان عامًا في الميل إلى الخير والشر.

فالمقصود به ههنا الجور عن قصد السبيل.

ولما كان جميع عبادة الله بالقول المجمل ضربين،

<<  <  ج: ص:  >  >>