بالأخوة، وأسقط الأخوة مع الجد كما يسقطون مع الأب، واستدل بها أيضاً في أن العم يجري مجرى الأب في الولاية على مال الصغيرة وتزويجها، وفهم الجملة أن تسميتها بالأب ليس بمنكر، بل قد يسمى [كل] كبير من الأجانب أباً على أن الأعمام والأجداد إذا كانوا مع الأب فتسميتهم بالآباء أقرب، كتسمية الشمس مع القمر قمرين، وتسمية آل المهلب معه مهالبة ...
الأمة في الأصل المقصود كالعمدة والعدة في كونهما معمودأ ومعذب، وسمي الجماعة أمة من حيث تأمها الفرق، وقيل للجبن أمة لكونه متضمنا لأمة ما وسمى الدين أمة لكون الجماعة عليه، وقوله:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} أي جمع في نفسه في الفضيلة ما لا يجتمع إلا في أمة، وبهذا المعنى ألم الشاعرفي قوله:
وليس على الله بُمستُنكرٍ ....
أنُ يُجمعَ العالمُ في وَاحدٍ
والكسب: اجتلاب النفع بالعمل، وإذا قيل في المضرة، فعلى طريق التشبيه، ولما بين الحجة عليهم وإنهم لم يخالفوا في الاقتداء بإبراهيم بين من بعد أن أعمالهم وأعمالكم متباينة لاُيثاب ولا يعاقب أحد بما كان من الآخر كقوله:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، وليس معنى بقوله:{وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السؤال المجرد، فقل أخبر أنه يقول لعيسى بن مريم {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} إنما يعني المؤاخذة بها.