للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في هذا الموضع؟

قيل: إنه لما بيّن تعالى ما اقتضى عدالته وعقبه

بذكر التبرؤ من ظلمهم بيّن بهذا القول استغناءه عن الظلم، وأن

الظلم يتحرّاه من يروم ما لغيره، ومحال أن يُعتقدَ في مالكِ الكلِّ

ومن منه البدءُ وإليه العودُ الظلمُ.

قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (١١٠)

إن قيل: لمَ قالْ: (كُنْتُمْ) ولم يقل: أنتم؟

قيل: في ذلك أجوبة: الأول:

كنتم فيما قضيت وقدرت وبنيت عليه الشرائع خير أمة بشريطة

أن تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر، وتؤمنوا بالله)،

<<  <  ج: ص:  >  >>