للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على طلب الجنة المعدة للمتقين، ثم بيَّن حالهم وأفعالهم، فذكر

ما دلّ على جماع مكارم الأخلاق، وهو السخاء في حالي السرّاء

والضراء والحلم والعفو، وذلك أشرف ضربي الشرع، وذاك أن الشرع

ضربان: أحكام ومكارم، ولن يستكمل الإِنسان مكارمه إلا بعد أن

يستكمل أحكامه، فإن تحرِّي أحكام الشرع من باب العدل، وتحرّي

العدالة فرض، ومكارمه من باب الإِحسان، أي التفضل، وتحرِّي

التفضل نفل، ولا تقبل نافلة من أهمل الفرض، ولا يفضل من

ترك العدل، بل لا يصح تعاطي التفضل إلا بعد العدل، فإن العدل

فعل ما يجب، والفضل الزيادة على ما يجب، وكيف تصح الزيادة

على الشيء الذي هو غير حاصل في ذاته، وبيَّن تعالى أن من تخصص

بمكارم الشرع فهو محسن، والله يحب المحسنين، وإحسان العبد ومحبته

الله إياه هو أن يُرى متخصصاً بعامة أوصاف الله على غاية وسع

<<  <  ج: ص:  >  >>