الأولى فقال:(وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وهو أعم الأسماء
وأخصها به، تنبيها أنهم يراعونه بالإِلهية، وسمى نفسه
حيث ذكر مقابلة الفرقة الثانية ربهم، تنبيهاً أنهم يراعونه
بالنعمة الواصلة إليهم، التي هي سبب تربيتهم، وعلم أن
منزلة الفرقة الأولى منزلة الشاكرين الموصوفين بقوله:
(وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)، ومنزلة الفرقة الثانية منزلة
الصابرين الموصوفين بقوله:(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، فذكر في الشاكرين المجازاة الجارية بين الأحباء، وذكر في الصابرين الأجرة كفاءَ ما يجعل للأجراء، وإن كان قد جعلها بلا حساب، وشتّان ما بين الأجير والحبيب، وهذه من المواضع التي لم أر من تحرى مذهب
التحقيق، واشتغل به مع صعوبته، غير أن ابن بحر لما انتهى
إلى قوله:(أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ)، قال: إن المغفرة المذكورة