والقصد بتمحيص المؤمن ما ذكره في قوله:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
وقوله:(وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ) وعلى معنى المحص ما ورد من لفظ
الفتنة والابتلاء، والقصد بمعني الآية أن المؤمن والفاسق كسبيكتي
ذهب: إبريز كَلف، وبهرج من خزف إذا فتِنَا خلص
الإِبريز، وانمحق البهرج، فكما أن السبك سبب لاختيار الإِبريز
وإعداده في خاصّ الخزانة، وسبب لاجتواء البهرج وطرحه
بالمبعد، كذا التكليف سبب لاصطفاء المؤمن لكريم جوارِه، وطرد
الكافر إلى حرق ناره، كما قال في المؤمنين. (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)، وقال في الكافرين:(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ).