إن قيل: على ماذا عطف قوله: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ)؟ ولمَ كرّر الابتلاء بعد أن ذكره في قوله: (لِيَبْتَلِيَكُمْ؟ ولمَ علّق الأول بالذات كلها، والثاني
بما في الصدور؟ وما الفرق بين قوله: ما في الصدور، وبين قوله:
ما في القلوب، وخصّ ما في القلوب بالتمحيص؟
قيل: أما ما عطف الابتلاء فعلى قوله: (لِكَيْلَا تَحْزَنُوا)، وفصل
بينهما بما هو تسديد الكلام وإشباع للمعنى، وهذا جائز، وقد
تقدم الكلام في نحوه، ويجوز أن يتعلق بمضمرٍ دلَّ عليه ما
تقدم من قوله: (الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ)، وأما تكريره
وتعليق الأول بالذات والثاني بما في الصدور، فإن لله تعالى
تكليفين: الأحكام والمكارم كما تقدم، والأحكام قبل المكارم.
وجُلُها متعلِّق بالضمائر، وعملُ الجوارح فيها قليل، فحيث
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute