للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيث لا ينفع مال ولا بنون. فقالوا: معناه: إن حصل لكم النصرة فلا تعتدُّوا ما يعرض من العوارض الدنيوية في بعض الأحوال غَلَبة، وإن

خذلكم في ذلك فلا تعتدّوا ما يحصل لكم من القهر في الدنيا

نصرة، فالنصرة والخذلان معتبران بالمآل.

ومنهم من اعتبر ذلك في أمر الدنيا، فقال: معناه: إن نصركم الله في الدنيا بموافقتكم - صلى الله عليه وسلم - فلا غالب لكم، وإن لم ينصركم فلا ناصر لكم.

وحَمله على الأول يدخل فيه الثاني، فإن من نُصِر في آخرته فهو في

الدنيا منصور، وإن لم يدرك نصرته إلا بالبصيرة دون البصر، وحمله

على الثاني قد ينفك من نصرة الآخرة.

وقوله. (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) أمرهم بالتوكل عليه، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الآية الأولى، وأن يستجلبوا النصرة منه بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>