للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: لما كانت اليد هي الآلة الصانعة المختصة بالإِنسان، فإنه لما

كفى كل واحد من الحيوانات بما احتاج إليه من الأسلحة

والملابس، وسخّره لاستعمالها في الدفع عن نفسه، وخلق

الإِنسان عارياً من كل ذلك، جعل له الرؤية واليد الصانعة.

ليعلم برؤيته، وليعمل بيده فوق ما أعطى الحيوانات، فلما كان

لليد هذه الخصوصية صارت تُخص بإضافة عمل الجملة إليها.

إن قيل: لِمَ خص لفظ ظلَّام الذي هو للتكثير في نفي

الظلم في هذا المكان، ولم يقل على ما قال في قوله: (لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ)، الذي هو يقتضي نفي الظلم قليله وكثيره؟

قيل: إنما خص ذلك لأنه لما كان في الدنيا قد يُظن بمن يعذب غيره عذابا

<<  <  ج: ص:  >  >>