للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقد ثبت أن لا تستطيعوا، فإذًا، فانحكوا واحدة، وهذا القائل

خفي عليه الفرق بين العدلين، فإن العدل في تلك الآية تركُ ميل

القلب، وذلك مرفوع عن الإِنسان، لقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).

وقوله: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) عنى به العدل الذي

هو حق القسم والنفقة، ولهذا قال: (فَإِنْ خِفْتُمْ) فإن الخوف

يُقال فيما فيه رجاء ما، ولهذا لا يُقال: خفت أن لا أقدر

على بلوغ السماء أو نسف الجبل.

وهذه الأقوال المتقدّمة يُبطلها ما رُوي أنه لمّا نزلت هذه الآية

كانت تحت قيس بن الحارث ثمان نسوة، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: "خل سبيل أربع ".

<<  <  ج: ص:  >  >>