للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: ما قاله الحسن: إن الآخرة مواقف، وفي بعضها يظهرون.

ورُوِيَ عنه أن في بعضها لا يتكمون.

والثالث: أنهم لا يكتمون الله حديثًا، لنطق جوارحهم بذنوبهم.

فعلى هذا لا يكون قوله: (وَلَا يَكْتُمُونَ) داخلًا في التمنِّي.

بل هو استئنافُ كلام.

والرابع: أنه لم يقصد بقوله: (وَلَا يَكْتُمُونَ) أنهم لا يقصدون كتمانه.

بل عنى أنه لا يتكتم، وذلك كقولك لمن كتم عنك شيئًا

فاطلعت عليه: لِمَ تكتم أسرارك عني.

والخامس: أن ذلك داخل في التمني، ولكن إشارة إلى حالهم في الدنيا وجحودهم، فإن كفرهم جحود لما ركَّز الله تعالى في فطرتهم.

ونقضٌ لما أخذ عليهم من الميثاق المدلول عليه بقوله: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ).

<<  <  ج: ص:  >  >>