للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قسّم الله تعالى المؤمنين في هذه الآية أربعة أقسام.

وجعل لهم أربعة منازل، بعضها دون بعض، وحثّ كافة الناس

أن لا يتأخروا عن منزل واحد منهم:

الأوّل: هم الأنبياء: الذين تمدهم قوة إلهية.

ومثلهم كمن يرى الشيء عيانًا من قريب.

ولذلك قال تعالى في صفة نبينا عليه الصلاة والسلام:

(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى).

والثاني: الصديقون: وهم الذين يتاخمون الأنبياء في المعرفة.

ومثلهم كمن يرى الشيء عيانًا من بعيد.

وإياه عنى أمير المؤمنين حيث قيل: هل رأيت الله؟ فقال:

ما كنت لأعبد شيئًا لم أره، ثم قال: لم تره العيون بشواهد العيان.

ولكن رأته القلوب بحقائق الإِيمان.

والثالث: الشهداء: وهم الذين يعرفون الشيء بالبراهين، ومثلهم كمن يرى الشيء في المرآة من مكان قريب، كحال حارثة، حيث قال: كأني

<<  <  ج: ص:  >  >>