للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عز وجل: (ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا).

لما كانت نعم الله تعالى ضربين: دنيويًّا ولا يصل إلينا من الله إلا

بواسطة، أو وسائط كالمال والجاه وغير ذلك. وأخرويًّا يصل

إلينا - لا بواسطة، بين الله تعالى أن ذلك الفضل الذي ذكره بقوله:

(أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) هو من الله علِي الإِطلاق، فنُسبَ إلى نفسه

تفخيمًا لأمره، كما قال: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).

وقوله: (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) ونحو ذلك، فخبر الابتداء على

هذا هو (مِنَ اللَّهِ)، ويجوز أن يكون مبتدأ، و (الْفَضْلُ)

خبره، كقولك: ذاك هو الرجل،، وهذا هو المال، تنبيهًا على

كماله، فإن الشيء إذا عظم أمره يوصف باسم جنسه، كقوله:

(وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ).

ويكون قوله: (مِنَ اللَّهِ) في موضع الحال، أو خبر ابتداء مضمر، ثم قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>