للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي قوله في صالح: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ).

إن قيل: ما الفرق بين قولك: هذا من عند الله، وهذا من الله.

حتى قال في الأول: (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ).

وقال في الثاني: (فَمِنَ اللَّهِ)؟

قيل: قد قال بعضهم: إن قوله هذا من عند الله أعم.

فإنه قد يقال: فيما كان برضاه وبسخطه وفيما يحصل.

وقد أمر به ونهى عنه، ولا يقال: هو من الله إلا ما كان

برضاه وبأمره، وبهذا النظر قال عمر: إن أصبت فمن الله، وإن

أخطأت فمن الشيطان، ثم ذكر تعالى ما يصيب الإِنسان من

ثواب وعقاب ومحابّ ومكاره، مما في سببه صنع بشر، فقال:

(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ).

وعنى بالنفس المذكورة هاهنا المذكورة في قوله: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ).

ومقتضى الآية كقوله: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ).

<<  <  ج: ص:  >  >>