إلى الجنة؟ قال: نعم، فهذا يعني قوله:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} وقيل: إنه قال تعالى له: من أذنب ذنبا ثم تاب قبلت منه، وهذا يقارب الأول، وقيل:(إنها قبول الأمانة المعروضة على السماوات والأرض المذكور في قوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} الآية، وقيل: هو حروف التهجي وما تركب منها من الأسماء التي كانت قد علمها وما انتتج منها من العلوم الحقيقة والأعمال الفاضلة، فإن أصل الإيمان العلوم الصادقة والأعمال الصالحة، فمن الحروف تتركب مفردات الألفاظ، نحو: زيد، عمرو، وذهب، خرج، من، عن ومن المفردات تركب المقدمات المفردة، نحوك زيد خارج وعمرو ذاهب ومن المقدمات تتركب الأدلة والأخبار المؤلفة، ومن الأدلة المفردة الصادقة يتوصل إلى حقائق العلوم وبحقائق العلوم يتوصل إلى الأعمال الصالحة، وبمجموعها يحصل الإيمان الذي يتحققه، ويصير الإنسان تام التوبة متطهراً من النقيصة، محبوباً لرب العزة، كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} والمتحقق بذلك لا محالة يتوب الله عليه، وقيل: إن هذه الكلمات هي التي ذكرها الله تعالى في قصة إبراهيم - عليه السلام - قال تعالى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} وهي خصال مذكورة في ثلاثة مواضع من القرآن ..
أحدها في سورة التوبة:{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} والثاني في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} والآيات إلى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}