إن قيل كيف قال: (كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) ثم قال: (فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ)
قيل: قال بعضهم: وهب الله ذلك لهم ثم حرمها عليهم لَمَّا تلقوا نعمته
بالرد والكفران.
وقيل: كتب لهم أنهم إن دخلوها فهي لهم.
وقيل: معنى (كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) أي أوجبها عليكم.
إن قيل: فقد كان يجب أن يقول كتب الله عليكم على هذا؟
قيل: إنما ذكر لكم معنى لطيف وهو أنه نبه أنه أوجب عليهم وجوباً يستحقون به ثواباً يحصل لهم.
وذلك كقولك لمن يرى تأذياً بشيء أوجب فيقال: هذا لك لا عليك، تنبيهاً
على الغاية التي هي الثواب. وإذا قيل كتب عليه فليس اللفظ يقتضي
على الغاية التي هي الثواب بل يقتضي مجرد الإيجاب فذكر أنهم امتنعوا من
دخولها لكون قوم جبارين فيها، واشترطوا أن لا يدخلوها إلا أن يُخلُّوا
لهم.
وقولهم (وَإِنَّا لَن نَّدخُلَهَا) فقد قال بعضهم: إن ذلك ليس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute