الإبصار، والنظر المعقول الذي منه البصيرة، نظر كل واحد من المفسرين نظراً ما، فقال: من نظر نظر محسوس معناه (وأنتم تشاهدونه)، فقد روي أنه أفرد لكل سبط طريق من الماء وجعل الحاجز الذي بينه وبين الآخذ مشفاً كالزجاج ينظرون منها إلى الآخرين، وقال بعضهم: قذف الماء بجثث آل فرعون بعد إغراقهم إلى الشط، فكان الناس ينظرون إليهم، وعلى ذلك حمل قوله:{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}، وقال:" من نظر نظر معقول " معناه: وأنتم تعتبرون بذلك، [وقيل معناه: " وأنتم متمكنون من النظر، أي الاعتبار بذلك]، وقال بعضهم: في الآية مع إرادة هذا المعنى، أو النعمة المحسوسة التي أولاهم، إشارة إلى معنى آخر، وإلى نعمة معقولة أعطاهم، فإنه أشار بالبحر إلى الشبه التي تعتري وتفرقه إلى إزالتها، وبإغراق آل فرعون إلى إبطال الكفر، وبالنظر إلى المعرفة والتمكن منها بما أولاهم من البصرية والتمييز، وهذا الذي ذكره هذا [القائل] صحيح أنه تعالى فعله بهم اقتضاه لفظ الآية، أو لم يقتضه ...