للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطاعة ما هو أدنى كان ثوابه أدنى، كذلك من أتى من المعصية أكثر كان

عقابه أكثر، ولهذا جعل في الجنة درجات، وفي النار دركات، فالله لا يبخس عاملاً عمله. فلا يساوي بين من جحده وبين من يؤمن به ولا يكفر بأنبيائه، ولا بين من يجحد جميع أنبيائه، وبين من يجحد بعض أنبيائه فالمشركون به أبعد من الله من اليهود، واليهود أبعد من النصارى وإن أبعد الناس عن الإسلام اليهودُ والمشركون، أما اليهود فلأنهم بَعدُوا عن المسلمين بدرجتين إذ قد كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام.

وأما المشركون فلأنهم بعُدوا بدرجات إذ قد جحدوا التوحيد والنبوات.

إن قيل فلم قدم ذكر اليهود والمشركون شرٌ منهم؟

قيل: لأن الآية المتقدمة في ذكرهم، والقصد كان إليهم، فكان

تقديمه لذلك أولى.

وبين أن أقرب الناس إليهم قوم ادعوا التنصر ليس ذلك إشارة إلى جماعة النصارى بل قوم منهم.

ولهذا قال: (الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى).

ويدل على ذلك ما روي في التفسير

<<  <  ج: ص:  >  >>